حينما نكتب عن الرجال العظام أصحاب المبادئ والقيم والعطاء، تتجه المشاعر القلبية تجاه هؤلاء، فهم يتميزون بأنهم أصحاب القلوب الطيبة والنبل الإنساني المنقطع النظير، انني أتحدث عن رجل هو حقاً علامة بارزة في تاريخ المحاماة، والذي كان دائما مدافعاً عن الحق، وهذا الذي نقوله وليد تجربة شخصية معه، ولست انا فقط، بل كل من تعامل معه في العمل بمكتب المحاماة وخارج المكتب، ويشهد بذلك القاصي والداني، فقد كتب تاريخاً بحروف من ذهب محفورة في قلوب كل من تعامل معه.. انه الأب والاستاذ المحامي القدير مشاري محمد العصيمي، فهو خريج جامعة الكويت في عام 1972، وقد انتخب عضوا بمجلس الأمة الكويتي عن دورات 1992 و1996 و1999، واختير ايضا عضوا باللجنة التشريعية بمجلس الأمة الكويتي من 1992 – 2003، وعضوا في لجنة حماية الأموال العامة في مجلس الأمة من 1994 ــ 2002، وشارك ايضا في لجـان مجلس الأمة الكويتي - اللجان الدائمة، لجنة الشؤون التشريعية والقانونية، وكان رئيس جمعية المحامين الكويتية خلال الفترة من 1988 ــ 1992. فقد كنت أول محامية تشرفت بالانضمام الى أسرة مكتبه للمحاماة عام 1994، ومرت بي معه مواقف لا تنسى تكشف معدنه الثمين، الذي يفوق اللآلئ، فعندما كنت احتاج النصيحة الابوية منه، كان نعم الأب، وعندما كنت احتاج المساعدة والارشاد في العمل كان افضل مرشد لي، فتعلمنا منه الشجاعة والجرأة في الحق، والاصرار على المطالبة بالحق، ومن المواقف انه في وقت من الاوقات عرض علي مناصب عدة أثناء عملي بمكتبه للمحاماة، بالإضافة للمحاماة، ومنها مستشارة قانونية بوزارة الإعلام، ومستشارة قانونية لجمعية الصحافيين، ومستشارة قانونية لرابطة الادباء، وعضو باللجنة الدائمة للتشريعات بوزارة العدل التابعة لوزير العدل، وعضو بلجنة الوسائط الالكترونية التابعة لوزارة العدل، فكان الداعم والمشجع لي، وعلى الرغم من خبرته الطويلة فإنه كان يسمع ويأخذ الرأي والمشورة منا، لا يتمسك او يميل الى رأيه فقط، كان يحترم آراء الآخرين كثيرا، وكان له الفضل في نجاحي بانتخابات جمعية المحامين كعضوة مجلس ادارة بالجمعية. لا تكفي مساحة المقال لذكر كل خصاله الكريمة ومواقفه العظيمة ووطنيته وحبه للكويت وترابها الغالي، وإلا لاحتجنا الى مجلدات، ولكن خبر وفاته كان مؤلما وموجعا، ولا يسعنا الا ان نطلب من الله عز وجل ان يتغمده برحمته ويجعل مثواه الجنة. عدوية الدغيشم
انضم الى قوائمنا البريدية ليصلك كل ما هو جديد